في خطوة نوعية تعكس التزام كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد بدورها التوعوي والبحثي وبرعاية عميدتها أ.د. نعمة دهش فرحان، أطلقت وحدة الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي وبالتعاون مع قسم الأديان المقارنة فعاليتها الهادفة عبر ندوة تخصصية حملت عنوان: “المحتوى الهابط وتأثيراته السلبية على المجتمع”.
وقد استعرض كلّ من أ.د. وليد عبد الجبار أحمد و م.م. مخلد ماهر داود محاور الندوة،حيث سلّطا الضوء على الانتشار المتسارع للمحتوى الهابط في المنصات الرقمية وكيفية تشكّله كأحد أهم التحديات التي تواجه الوعي المجتمعي ثم ناقشا بعمق التأثيرات النفسية والسلوكية التي تتركها هذه الظاهرة على فئة الشباب على وجه الخصوص، قبل أن ينتقلا لبحث دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في بناء منظومة حماية معرفية وأخلاقية قادرة على الحد من آثار هذا المحتوى.
وجاءت الندوة لتعزّز هدفاً محورياً يتمثل في رفع مستوى الوعي لدى الطلبة وتنمية قدرتهم على تحليل المحتوى الرقمي بوعي نقدي مسؤول بما يسهم في بناء جدار حماية معرفي يعزز الثقافة الرقمية الإيجابية داخل المجتمع. كما تطرقت الندوة إلى تعريف أنواع المحتوى الهابط وطرق تسويقه وكيفية تجنيد الخوارزميات لزيادة انتشاره إضافة إلى إبراز آليات المواجهة الممكنة من خلال التشريعات والإعلام الهادف والمبادرات التوعوية.
وخلصت الندوة إلى توصيتين محوريتين من شأنهما دعم الجهود المؤسسية في مواجهة هذه الظاهرة:
أولاً: توسيع برامج التثقيف الرقمي داخل الجامعات والمدارس لضمان بناء وعي شبابي قادر على التمييز بين المحتوى الهادف والهابط مع تعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليل الإعلامي.
ثانياً: إطلاق شراكات فعّالة بين المؤسسات التعليمية والجهات الإعلامية لإنتاج محتوى بديل راقٍ وجاذب يسهم في الارتقاء بالذائقة العامة ويحد من سطوة المحتوى السلبي.
وبهذا تكون الندوة قد رسّخت حضور الكلية كمنصة معرفية فاعلة تعمل على استشراف التحديات وصناعة الوعي في إطار رؤية شمولية تعكس مسؤولية الجامعة تجاه المجتمع.

